حصوات الحالب مشكلة شهيرة ومزعجة يعانيها كثير من المرضى، خاصة الرجال جراء بعض العادات الغذائية الخاطئة وتجاهل شرب المياه. وتمكن الأطباء مؤخراً مع التطور التكنولوجي من استحداث طرق جديدة في علاج الحصوة في الحالب أكثر فاعلية وأماناً، وصالحة لفئة كبيرة من مرضى المسالك البولية بأقل آثار جانبية متوقعة.

لذا نستعرض في هذا المقال نبذة عن اسباب تكون الحصى في الحالب، وأحدث ما توصل إليه الأطباء في علاجها لتخفيف معاناة مرضى المسالك البولية.

ما اسباب تَكَوُّن الحصى في الحالب؟ وما هي أعراضها؟

الحالب هو أحد أجزاء الجهاز البولي، وهو عبارة عن أنبوبتين تصلان بين الكلى والمثانة، وتتسبب بعض العوامل مثل قلة شرب المياه، وعدم إفراغ المثانة باستمرار، والإصابة المتكررة بالتهابات المسالك البولية، والتاريخ الوراثي، وكثرة تناول البروتينات، في تراكم الأملاح والمعادن في تَكَوُّن بلورات (حصوات) غير منتظمة الشكل والحجم في الحالب، تقوم بدورها في إعاقة حركة البول مسببة بعض الأعراض المزعجة، منها:

• نوبات متقطعة من آلام أسفل البطن وتحت الضلوع وفي منطقة الظهر.
• ألم وحرقان في أثناء التبول.
• كثرة الحاجة إلى التبول مع كميات ضئيلة من البول.
• الغثيان والقيء.
• تغير في لون البول (بول داكن أو مدمم).

تختلف أعراض حصوات الحالب من حالة لأخرى حسب موقع الحصوة وحجمها والحالة الصحية للمريض، فبعض الحالات تعاني حصوات صغيرة الحجم تمر بسهولة عبر مجرى البول ولا تسبب أي أعراض مزعجة.

للاطلاع علي : أشهر اعراض حصوات الحالب وطرق علاجها

علامَ يعتمد الطبيب في تحديد بروتوكول علاج الحصوة في الحالب؟

توجد مجموعة من الفحوصات والتحاليل التي يعتمد عليها الطبيب في تشخيص حالات حصوات الحالب وتحديد نوعها، وعلى أساس النتائج يضع بروتوكول العلاج المناسب لكل حالة، وتشمل هذه الفحوصات:

• تحليل البول
  يستدل الطبيب من خلال تحليل البول على نوع المواد المكونة للحصوات، واحتمالية تسبب هذه الحصوات في عدوى في المسالك البولية أم لا.
• تحليل الدم
  يراقب الطبيب من خلاله مدى تأثير حصوات الحالب على وظائف الكلى وكفاءة عملها، ويستكشف احتمالية وجود عدوى في الدم نتيجة الإصابة بحصوات الحالب.
• الفحص بالموجات فوق الصوتية
  يحدد الطبيب من خلالها مدى تأثير الحصوات على الحالب، ويتعرف على درجة الانسداد الذي تسببت فيه تلك الحصوات.
• الأشعة المقطعية
  تعد أكثر طرق التشخيص دقةً، فيمكن من خلالها تحديد موقع وشكل وحجم وعدد الحصوات ومدى صلابتها.

دور التكنولوجيا الحديثة في علاج الحصوة في الحالب

قديمًا انحصرت طرق علاج الحصوة في الحالب في طريقتين، وهما:

• العلاج الدوائي الذي يعد أولى خطوات العلاج في العديد من الحالات، والذي يقوم بدوره في تفتيت الحصوات وتوسيع عنق الحالب، لتمر هذا الفتات بسهولة عبر مجرى البول.
• التدخل بالمنظار الجراحي الصلب، الذي أثبت فاعلية مع بعض حالات الحصوات كبيرة الحجم الموجودة أسفل الحالب.

ولكن قلة فاعلية هذه الطرق مع العديد من الحالات، وعدم قدرة المنظار الصلب على الوصول لجميع أجزاء الجهاز البولي، إلى جانب عدم مناسبته لبعض مرضى الأمراض المزمنة نتيجة بعض الآثار الناتجة عنه مثل النزيف، دفع المختصين إلى استحداث طرق متطورة في علاج الحصوة في الحالب، وهي:

تفتيت الحصوات بالموجات التصادمية

هي تقنية فعالة في تفتيت حصوات الحالب عن طريق تعريضها للموجات فوق الصوتية عالية الطاقة، التي تقوم بدورها في تكسير الحصوات لتمر بسهولة عبر مجرى البول إلى المثانة ثم إلى الخارج.

وتعد الموجات التصادمية تقنية محدودة التدخل، تجنب المريض مخاطر التخدير ومضاعفات التدخل الجراحي التقليدي، ولكن ما يعيبها هو عدم فاعليتها مع الحصوات كبيرة الحجم التي تزيد عن 1 سم أو الموجودة في أعلى الحالب، وحاجة المريض لأكثر من جلسة للحصول على نتيجة مرضية والشعور بالراحة.

تفتيت الحصوات بالليزر

في الحالات التي لا تلاقي تحسناً ملحوظاً من العلاج الدوائي، يضطر الطبيب إلى التدخل العاجل عن طريق تفتيت الحصى بالليزر لتفتيت الحصى خاصةً حصوات أسفل الحالب، لما تسببه من انسداد لمجرى البول، وإجهاد للكلى.

تُجرى عملية تفتيت الحصى بالليزر من خلال عدة خطوات وهي:

• يخدر المريض تخديراً كلياً.
• عبر فتحة مجرى البول، يدخل الطبيب منظار الحالب وهو أنبوب رفيع وطويل مزود بكاميرا صغيرة في بدايته، لاستكشاف مكان وحجم الحصوات.
• باستخدام أشعة الليزر عالية الطاقة، تُفتت الحصوات بحرص ثم تجد طريقها مع البول إلى المثانة ثم إلى خارج الجسم.
• علاج الحصوة في الحالب بالمنظار المرن والليزر
• اكتشاف المنظار المرن واستخدامه مع تقنية الليزر أحدث طفرة في علاج الحصوة في أعلى الحالب، فهو مضمون النتائج خاصة لدى مرضى القلب والسكري ممن تمنعهم حالتهم الصحية من التعرض للتخدير لفترات طويلة، أو التعرض للنزيف في أثناء العملية.

للاطلاع علي : تجربتي مع تفتيت الحصى بالليزر

ويكون الحل الأمثل في هذه الحالات هو استخدام المنظار المرن لعلاج حصوات المسالك البولية عن طريق مجموعة من الخطوات، تشمل:

• يخضع المريض للتخدير الموضعي.
• يُدخِل الطبيب المنظار المرن من خلال فتحة مجرى البول، وهو أنبوب رفيع، وطويل، ومرن في مقدمته كاميرا صغيرة ومصدر للضوء، يحدد الطبيب من خلاله موقع الحصوة وقطرها.
• يسلط الطبيب أشعة الليزر بقوة معينة كافية لتفتيت الحصوات والمساعدة على مرورها إلى المثانة ثم للخارج.

تصنف هذه التقنية ضمن عمليات اليوم الواحد، فيتمكن المريض من العودة لمنزله في نفس يوم خضوعه للعملية، ويستطيع ممارسة حياته الطبيعية خلال يوم إلى يومين بعد العملية.

هل يمكن علاج حصوة الحالب بنفس التقنية لجميع المرضى؟

ليس بالضروري خضوع جميع حالات حصوات الحالب إلى تقنية الليزر ومنظار الحالب المرن، فتوجد بعض الحالات التي تلاقي تحسناً ملحوظاً عبر استخدام العلاج الدوائي، وكون إحدى تقنيات العلاج مُصنفة ضمن التقنيات الحديثة، فهذا لا يعني مناسبتها لجميع حالات حصوات الحالب، وذلك لأن تحديد بروتوكول العلاج يعتمد على مجموعة من العوامل منها:

• الحالة الصحية للمريض وتاريخه المرضي.
• سن المريض ووزنه.
• عدد الحصوات ونوعها وحجمها وموقعها.
• ما تؤول إليه تحاليل وفحوصات المريض.

عزيزي القارئ ننصحكم بالاطلاع علي : احسن دكتور مسالك بولية فى مصر